شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
اتصاف المولى عز وجل بالغنى
انتقل بعد ذلك إلى صفات ذاتية وفعلية.
وهو الغنـي بذاتــه سـبحانــه | جل ثنــاؤه تـعـالـى شـانــه |
وجاء في حديث أبي ذر اسم> القدسي: أن الله -تعالى- يقول: رسم> يا عبادي، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني متن_ح> رسم> يعني: أن أعمالكم لا تزيد ولا تنقص في ذات الله -تعالى- ولا في ملكه، وفي هذا الحديث يقول: رسم> يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر متن_ح> رسم> يعني: أنه –سبحانه- خزائنه ملأى.
ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم في الحديث: رسم> يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه متن_ح> رسم> يعني: أنه –سبحانه- يعطي كما يشاء، ولما وصفه اليهود بقولهم: رسم> يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ قرآن> رسم> يعني: عن العطاء؛ مغلولة عن العطاء فهو بخيل؛ رسم> غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ قرآن> رسم> مبسوطتان بالعطاء ينفق كيف يشاء، عطاؤه كلام، وعذابه كلام رسم> إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن> رسم> فالله - سبحانه وتعالى - هو الغني بذاته، والمخلوقون فقراء إليه.
فالله -تعالى- موصوف بأنه له الغنى الذاتي، والمخلوق له الفقر الذاتي. يعني: إن المخلوق فقير بالذات، ولو ملك ما يملك فإنه يعتبر فقيرا؛ لأنه سوف يذهب أو يُذهَب به، ويفارق ذلك الملك وذلك المال ونحوه، في بيت منسوب لشيخ الإسلام - رحمه الله - يقول فيه:
فالفقر لـي وصف ذات دائما أبــدا | كما الغنـى أبدا وصـف لـه ذاتــي |
فالفقر لي وصـف ذات دائما أبــدا | كما الغنـى أبـدا وصف لـه ذاتــي |
وكل شـيء رزقــه عـلـيــه | وكلنــا مفتـقـــر إلـيــــه |
مسألة>